للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليث عشرين سنة.

قال النسائي: ولقد حدث أبو صالح، عن نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر أن رسول الله قال: إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين. الحديث بطوله موضوع.

وقال البرذعي: قلت لأبي زرعة: رأيت بمصر أحاديث لعثمان بن صالح عن ابن لهيعة، يعني منكرة. فقال: لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به، وبلي به أبو صالح أيضا في حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب، عن جابر، ليس له أصل، وإنما هو من خالد بن نجيح.

وكذا قال أحمد بن محمد التستري، عن أبي زرعة في حديث «الفضائل»، وزاد: وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا، ويدلس لهم، وله غير هذا. قلت لأبي زرعة: فمن رواه عن ابن أبي مريم؟ قال: هذا كذاب. قال التستري: وقد كان محمد بن الحارث العسكري حدثني به عن كاتب الليث، وابن أبي مريم.

رواه الحاكم، وقال: قد شفى أبو زرعة في علة هذا الحديث، فكل ما أتي أبو صالح كان من أجل هذا الحديث، فإذا وضعه غيره وكتبه في كتاب الليث، كان المذنب فيه غير أبي صالح.

وقال أبو حاتم: الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان أبو صالح سليم الناحية، وكان خالد بن نجيح يفتعل الكذب، ويضعه في كتب الناس، ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلا صالحا.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه، فقال: لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، وكان حسن الحديث.

وكان محمد بن يحيى يقول: حكم الله بيني وبين أبي صالح، شغلني حسن حديثه عن الاستكثار من سعيد بن عفير.

وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو صالح الرجل الصالح.

وقال الفضل بن محمد الشعراني: ما رأيت عبد الله بن صالح إلا وهو يحدث أو يسبح.

وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد الكذب.

قال علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، عنه: ولدت في سنة (١٣٧).

وكذا قال يعقوب بن سفيان عنه، وزاد: ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

وكذا أرخه غير واحد. وقال ابن البرقي وابن يونس: مات في المحرم سنة (٣).

قلت: وقال أبو هارون الخريبي: ما رأيت أثبت من أبي صالح، قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: هما ثبتان ثبت حفظ، وثبت كتاب، وأبو صالح كاتب الليث ثبت كتاب.

وقال ابن يونس: روى عن الليث مناكير، ولم يكن أحمد بن شعيب يرضاه.

وقال يعقوب بن سفيان: سمعت أبا الأسود يعني - النضر بن عبد الجبار - وقال له رجل: إن أبا بكير يتكلم في أبي صالح، فأيش تقول فيه؟ فقال: إذا قال لكم أبو صالح: اكتبوا عن شخص، فاكتبوا عنه، واتركوا من سواه.

وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث.

وقال ابن القطان: هو صدوق، ولم يثبت عليه ما يسقط له حديثه إلا أنه مختلف فيه، فحديثه حسن.

وقال الخليلي: كاتب الليث، كبير، لم يتفقوا عليه لأحاديث رواها يخالف فيها.

وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، يروي عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات، وكان صدوقا في نفسه، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له كان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به.

وقال البخاري في البيوع من «صحيحه»: وقال الليث: حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>