بعث. الحديث عن عكرمة عن ابن عباس. وروى في الاعتصام وفي تفسير سورة النساء، وفي آخر الطلاق، وفي عدة مواضع هذا مقرونا ولا يسميه، وهو ابن لهيعة لا شك فيه.
وروى النسائي أحاديث كثيرة من حديث ابن وهب وغيره يقول فيها: عن عمرو بن الحارث وذكر آخر، وجاء كثير من ذلك في رواية غيره مبينا أنه ابن لهيعة.
وروى له الباقون.
قلت: قال الحاكم: استشهد به مسلم في موضعين.
وقال البخاري: تركه يحيى بن سعيد.
وقال ابن مهدي: لا أحمل عنه شيئا.
وقال ابن خزيمة في «صحيحه»: وابن لهيعة لست ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد، وإنما أخرجته؛ لأن معه جابر بن إسماعيل.
وقال عبد الغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابن المبارك، وابن وهب، والمقرئ.
وذكر الساجي وغيره مثله.
وحكى ابن عبد البر أن الذي في «الموطأ» عن مالك عن الثقة عنده، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في العربان هو ابن لهيعة، ويقال: ابن وهب حدثه به عنه.
وقال يحيى بن حسان: رأيت مع قوم جزءا سمعوه من ابن لهيعة، فنظرت فإذا ليس هو من حديثه، فجئت إليه، فقال: ما أصنع يجيئوني بكتاب فيقولون: هذا من حديثك فأحدثهم.
وقال ابن قتيبة: كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه، يعني فضعف بسبب ذلك.
وحكى الساجي، عن أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة من الثقات، إلا أنه إذا لقن شيئا حدث به.
وقال ابن المديني: قال لي بشر بن السري: لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه.
وقال عبد الكريم بن عبد الرحمن النسائي، عن أبيه: ليس بثقة.
وقال ابن معين: كان ضعيفا لا يحتج بحديثه؛ كان من شاء يقول له حدثنا.
وقال ابن خراش: كان يكتب حديثه، فاحترقت كتبه، فكان من جاء بشيء قرأه عليه، حتى لو وضع أحد حديثا وجاء به إليه قرأه عليه.
قال الخطيب: فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله.
وقال ابن شاهين: قال أحمد بن صالح: ابن لهيعة ثقة، وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط.
وقال مسعود، عن الحاكم: لم يقصد الكذب، وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ.
وقال الجوزجاني: لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يغتر بروايته.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن الإفريقي وابن لهيعة أيهما أحب إليك؟ فقالا: جميعا ضعيفان، وابن لهيعة أمره مضطرب، يكتب حديث على الاعتبار. قال عبد الرحمن: قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك فابن لهيعة يحتج به؟ قال: لا. قال أبو زرعة: كان لا يضبط.
وقال ابن عدي: حديثه كأنه يستبان، وهو ممن يكتب حديثه.
وقال محمد بن سعد: كان ضعيفا، ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخرة.
وقال مسلم في «الكنى»: تركه ابن مهدي، ويحيى بن سعيد، ووكيع.
وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث.
وقال ابن حبان: سبرت أخباره فرأيته يدلس عن أقوام ضعفاء على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي ما دفع إليه قرأه، سواء كان من حديثه أو لم يكن، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه؛ لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه.
وقال أبو جعفر الطبري في «تهذيب الآثار»: اختلط عقله في آخر عمره. انتهى.
ومن أشنع ما رواه ابن لهيعة، ما أخرجه الحاكم في