للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحدث غدوة حديثا يخالفه عشية.

وقال القاسم] بن معن بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي عن عبد الرحمن قال: حدث عكرمة بحديث فقال: سمعت ابن عباس يقول كذا وكذا قال: فقلت: يا غلام هات الدواة، فقال: أعجبك؟ قلت: نعم، قال: تريد أن تكتبه؟ قلت: نعم، قال: إنما قلته برأيي.

وقال إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس: لو أن مولى ابن عباس اتقى الله، وكف من حديثه لشدت إليه المطايا.

وقال أحمد بن زهير: عكرمة أثبت الناس فيما يروي.

وقال أبو طالب، عن أحمد: قال خالد الحذاء: كل ما قال ابن سيرين: نبئت عن ابن عباس فقد سمعه من عكرمة. قلت: ما كان يسمي عكرمة؟ قال: لا محمد، ولا مالك، لا يسمونه في الحديث إلا أن مالكا سماه في حديث واحد. قلت: ما كان شأنه؟ قال: كان من أعلم الناس، ولكنه كان يرى رأي الخوارج: رأي الصفرية، وإنما أخذ أهل إفريقية رأي الصفرية منه، ومات بالمدينة هو وكثير عزة في يوم واحد، فقالوا: مات أعلم الناس، وأشعر الناس.

وقال المروذي: قلت لأحمد: يحتج بحديث عكرمة؟ فقال: نعم يحتج به.

وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: فعكرمة أحب إليك عن ابن عباس أو عبيد الله؟ فقال: كلاهما، ولم يخير.

قلت: فعكرمة أو سعيد بن جبير؟ قال: ثقة وثقة، ولم يخير.

قال: فسألته عن عكرمة بن خالد: هو أصح حديثا أو عكرمة مولى ابن عباس؟ فقال: كلاهما ثقة.

وقال جعفر الطيالسي، عن ابن معين: إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام.

وقال يعقوب بن شيبة، عن ابن المديني: لم يكن في موالي ابن عباس أغزر من عكرمة، كان عكرمة من أهل العلم.

وقال العجلي: مكي تابعي ثقة بريء مما يرميه الناس به من الحرورية.

وقال البخاري: ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة.

وقال النسائي: ثقة.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عكرمة كيف هو؟ قال: ثقة.

قلت: يحتج بحديثه؟ قال: نعم، إذا روى عنه الثقات. والذي أنكر عليه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك فلسبب رأيه، قيل: فموالي ابن عباس؟ قال: عكرمة أعلاهم.

[وقال ابن عدي]: لم أخرج هاهنا من حديثه شيئا لأن الثقات إذا رووا عنه فهو مستقيم الحديث، ولم يمتنع الأئمة من الرواية عنه، وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه في صحاحهم، وهو أشهر من أن أحتاج أن أخرج له شيئا من حديثه، وهو لا بأس به.

وقال الحاكم أبو أحمد: احتج بحديثه الأئمة القدماء لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من حيز الصحاح.

وقال مصعب الزبيري: كان يرى رأي الخوارج فطلبه بعض ولاة المدينة، فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده.

وقال البخاري ويعقوب بن سفيان عن علي ابن المديني: مات بالمدينة سنة (١٠٤).

زاد يعقوب عن علي: فما حمله أحد اكتروا له أربعة. وسمعت بعض المدنيين يقول: اتفقت جنازته وجنازة كثير عزة بباب المسجد في يوم واحد، فما قام إليها أحد قال: فشهد الناس جنازة كثير، وتركوا عكرمة.

وعن أحمد نحوه لكن قال: فلم يشهد جنازة عكرمة كثير أحد.

وقال الدراوردي نحو الذي قبله لكن قال: فما شهدها إلا السودان. ومن هنا لم يرو عنه مالك.

وقال مالك بن أنس، عن أبيه نحوه لكن قال: فما علمت أن أحدا من أهل المسجد حل حبوته إليها.

وقال أبو داود السنجي، عن الأصمعي، عن ابن أبي الزناد: مات كثير وعكرمة في يوم واحد. فأخبرني غير الأصمعي.

[قال: فشهد الناس جنازة كثير، وتركوا جنازة عكرمة].

وقال عمرو بن علي وغير واحد: مات سنة خمس ومائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>