للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل لصالح بن محمد: هل كان يحيى بن معين يحفظ؟ قال: كانت عنده معرفة، قيل له: فعلي ابن المديني؟ قال: كان يحفظ ويعرف.

وقال أيضا: أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي ابن المديني، وأفقههم فيه أحمد، وأقهرهم به الشاذكوني.

وقال الآجري، عن أبي داود: علي خير من عشرة آلاف مثل الشاذكوني، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد أفقههم فيه، وعلي أعلمهم به، ويحيى بن معين أكتبهم له.

وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: كان علي ابن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة، وإذا ذهب إلى البصرة أظهر التشيع.

وقال إبراهيم بن محمد بن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لعلي ابن المديني: ويحك يا علي إني أراك تتبع الحديث تتبعا لا أحسبك تموت حتى تبتلى.

وقال الأثرم: سمعت الأصمعي، وهو يقول لعلي ابن المديني: والله يا علي لتتركن الإسلام وراء ظهرك.

وروى الخطيب قصة علي ابن المديني مع ابن أبي دؤاد، وروى ابن أبي دؤاد عنه أنه قال: قيس بن أبي حازم بوال على عقبيه، ورد ذلك الخطيب، وقال: إن حفظها ابن فهم - يعني: راوي القصة - فابن أبي دؤاد اختلق على علي ذلك إلى أن قال: والذي يحكى عن علي ابن المديني أنه روى لابن أبي دؤاد حديثا عن الوليد بن مسلم في القرآن، كان الوليد أخطأ في لفظة منه، فكان أحمد بن حنبل ينكر على علي رواية ذلك الحديث.

قال أبو عوانة الإسفراييني: حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله: إن علي ابن المديني حدث عن الوليد بن مسلم بحديث عمر - يعني: الذي رواه عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس أنه ذكر الأب فقال: أيها الناس خذوا بما بين لكم فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى عالمه. رواها الوليد بن مسلم مرة فقال: فكلوه إلى خالقه، فحدث علي ابن المديني ابن أبي دؤاد بذلك فقال أحمد بن حنبل: هذا كذب إنما هو: فكلوه إلى عالمه.

وقال أبو بكر المروذي: قلت لأحمد: إن علي ابن المديني يحدث عن الوليد بن مسلم بحديث عمر كلوه إلى خالقه فقال: كذب، حدثنا الوليد بن مسلم مرتين، فقال: كلوه إلى عالمه. قال: فقلت لأبي عبد الله: إن عباسا العنبري قال لما حدث به علي بالعسكر قلت: إن الناس أنكروه عليك، فقال: قد حدثتكم به بالبصرة، وذكر أن الوليد أخطأ فيه. قال: فغضب أبو عبد الله، وقال: نعم قد علم أن الوليد أخطأ فلِمَ أراد أن يحدثهم به؟ يعطيهم الخطأ. قال المروذي: وسمعت أحمد كذبه.

قال: وسمعت رجلا من أهل العسكر يقول لأبي عبد الله: علي ابن المديني يقرئك السلام فسكت.

وقال عباس العنبري: ذكر علي رجلا فتكلم فيه فقلت له: إنهم لا يقبلون منك إنما يقبلون من أحمد بن حنبل فقال: قوي أحمد على السوط، وأنا لا أقوى.

وقال الساجي: فقدم علي البصرة فجعل يقول: قال أبو عبد الله فقال له بندار: من أبو عبد الله أحمد بن حنبل؟ قال: لا، أحمد بن أبي دؤاد، فقال: عند الله أحتسب خطاي، وغضب، وقام.

وقال إبراهيم الحربي: لقيت علي ابن المديني يوما، ويده نعله وثيابه في فمه، فقلت له: إلى أين؟ فقال: ألحق الصلاة خلف أبي عبد الله. وظننته يعني: أحمد بن حنبل، فقلت: من أبو عبد الله؟ قال: ابن أبي دؤاد. فقلت: والله لا حدثت عنك بحرف واحد.

وقيل لإبراهيم الحربي: أكان علي ابن المديني يتهم بالكذب؟ فقال: لا، إنما كان يحدث بحديث فزاد في خبره كلمة ليرضي بها ابن أبي دؤاد، قيل له: فهل كان علي يتكلم في أحمد؟ قال: لا إنما كان إذا رأى في كتابه حديثا عن أحمد قال: اضرب على هذا ليرضي ابن أبي دؤاد.

وقال الحسين بن إدريس عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: قال لي علي ابن المديني: ما يمنعك أن تكفرهم - يعني: الجهمية - قال: وكنت أنا أولا أمتنع أن أكفرهم حتى قال ابن المديني ما قال، فلما أجاب إلى المحنة، كتبت إليه كتابا أذكره الله، وأذكره ما قال لي في

<<  <  ج: ص:  >  >>