للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن المذاكرة لم أر مثله.

وقال شعيب بن الليث: قيل لليث: إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك؟ فقال: أوكل ما في صدري في كتبي؟ لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب.

وقال يعقوب بن سفيان، عن محيي بن بكير: قال الليث: كنت بالمدينة فذكر قصة، قال: فقال لي يحيى بن سعيد الأنصاري: لا تفعل فإنك إمام منظور إليك.

وقال يحيى بن معين، عن عبد الله بن صالح: إن مالك بن أنس كتب إلى الليث فقال في رسالته: وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك وحاجة من قبلك إليك، وذكر باقي الرسالة.

وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب.

وقال ابن أخي ابن وهب: سمعت الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به.

وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: الليث أتبع للأثر من مالك.

وقال أبو زرعة: سمعت ابن بكير يقول: الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك.

وقال هارون بن سعيد: سمعت ابن وهب وذكر اختلاف الأحاديث والناس فقال: لولا أني لقيت مالكا والليث لضللت.

وقال أحمد بن صالح: الليث بن سعد إمام.

وقال عثمان بن صالح السهمي: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث، فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا، وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائل علي فكفوا عن ذلك.

وقال ابن يونس: وقد انفرد الغرباء عن الليث بأحاديث ليست عند المصريين.

وقال محمد بن صالح الأشج عن قتيبة بن سعيد: قدم منصور بن عمار على الليث فوصله بألف دينار، واحترق بيت ابن لهيعة فوصله بألف دينار، ووصل مالك بن أنس بألف دينار، وكساني قميص سندس فهو عندي.

وقال أبو العباس السراج عن قتيبة: قفلنا مع الليث من الإسكندرية، وكان معه ثلاث سفائن، فسفينة فيها مطبخه، وسفينة فيها عياله، وسفينة فيها أضيافه.

وقال محمد بن رمح: وقال ابن وهب: كتب مالك إلى الليث: إني أريد أن أدخل ابنتي على زوجها، فأحب أن تبعث إلي بشيء من عصفر، فبعث إليه ثلاثين حملا من عصفر، فصبغ لأهله، ثم باع منه بخمس مائة دينار، وبقي عنده. وكان دخل الليث كل سنة ثمانين ألف دينار ما أوجب الله عليه زكاة.

وقال إسماعيل سمويه: حدثنا عبد الله بن صالح قال: صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس.

وقال السراج: سمعت قتيبة يقول: سمعت الليث يقول: أنا أكبر من ابن لهيعة بثلاث سنين، قال: وأظنه عاش بعده ثلاث سنين أو أقل. قال: ومات ابن لهيعة سنة (٧٤).

وقال يعقوب بن سفيان، عن ابن بكير: ولد الليث سنة (٩٤)، ومات في يوم الجمعة نصف شعبان سنة خمس وسبعين ومائة.

وكذا قال ابن أبي مريم وغير واحد في تاريخ وفاته.

قلت: وقال ابن حبان في الثقات: كان من سادات أهل زمانه فقها وورعا وعلما وفضلا وسخاء.

وقال ابن أبي مريم: ما رأيت أحدا من خلق الله أفضل من ليث، وما كانت خصلة يتقرب بها إلى الله إلا كانت تلك الخصلة في الليث.

وقال أبو يعلى الخليلي: كان إمام وقته بلا مدافعة.

وقال أبو داود: روى الليث عن الزهري، وروى عن خمسة عن الزهري، حدث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد بن كيسان عن الزهري، قال أبو داود: ليس ينزل نزوله أحد، كان يكتب الحديث على وجهه.

وذكر أبو صالح كاتبه أنه كان يجيز كتب العلم لمن يسأله ويراه جائزا واسعا.

وقال أبو الوليد الطيالسي: حديثه عن بكير بن عبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>