للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع. قال إبراهيم: ولم أدخل في تفسيري عنه شيئا. قال إبراهيم: تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء.

وقال حامد بن يحيى البلخي عن ابن عيينة: أول ما جالست من الناس مقاتل بن سليمان، فذكر قصة قال فيها: قال لي مقاتل: إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي، قال: فقدمت الكوفة فسألت عن الكلبي، فقلت له: إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك، قال: من هو؟ قلت: مقاتل بن سليمان، فلم يحمده.

وقال إسحاق بن إبراهيم: قال أبو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل، ومقاتل مشبه.

وقال محمد بن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: أفرط جهم في النفي حتى قال: إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل في الإثبات حتى جعل الله تعالى مثل خلقه.

وقال عبد الله بن أبي القاضي الخوارزمي: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير، يعني في البدعة والكذب: جهم ومقاتل وعمر بن صبح.

وقال خارجة بن مصعب: كان جهم ومقاتل عندنا فاسقين فاجرين، قال خارجة: لم أستحل دم يهودي ولا ذمي، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يرانا فيه أحد لقتلته.

وقال الحسين بن إشكاب عن أبي يوسف: بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إلي منهم: المقاتلية والجهمية.

وقال علي بن الحسين بن واقد: سأل الخليفة مقاتل بن سليمان فقال له: بلغني أنك تشبه، فقال: إنما أقول: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ وسردها، فمن قال غير ذلك فقد كذب.

وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء، ثم حدثنا بتلك الأحاديث عن الضحاك، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب، فقلنا له: ممن سمعتها؟ قال: منهم كلهم، ثم قال: لا، والله لا أدري ممن سمعتها. قال: ولم يكن بشيء.

وروى محمد بن داود الحداني عن عيسى بن يونس نحوه.

وقال أبو إسماعيل الترمذي عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثنا مالك بن أنس أنه بلغه أن مقاتل بن سليمان جاءه إنسان، فقال له: إن إنسانا جاءني فسألني عن لون كلب أصحاب الكهف؟ فلم أدر ما أقول له، فقال له: ألا قلت: أبقع؟ فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك. قال أبو إسماعيل: وسمعت نعيم بن حماد يقول: هذا أول ما ظهر لمقاتل من الكذب.

وقال علي بن خشرم عن وكيع: أردنا أن نرحل إلى مقاتل فقدم علينا، فأتيناه، فوجدناه كذابا، فلم نكتب عنه.

وقال رافع بن أشرس، عن وكيع: سمعت من مقاتل، ولو كان أهلا أن يروى عنه لروينا عنه.

وقال محمود بن غيلان، عن وكيع: سمعت من مقاتل، فالله المستعان.

وقال أحمد بن سيار المروزي: كان من أهل بلخ تحول إلى مرو، وخرج إلى العراق، فمات بها، وهو متهم، متروك الحديث، مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا يحل ذكره. سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: أخبرني حمزة بن عميرة، وكان من أهل العلم أن خارجة مر بمقاتل وهو يحدث الناس فقال: حدثنا أبو النضر - يعني الكلبي - قال: فمررت عليه مع الكلبي، فقال الكلبي: والله ما حدثته قط بهذا، ثم دنا منه فقال: يا أبا الحسن أنا أبو النضر وما حدثتك بهذا قط، فقال: اسكت يا أبا النضر، فإن تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال.

وقال البخاري: قال ابن عيينة: سمعت مقاتلا يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة، فاعلموا أني كذاب.

وقال أبو عبيد الله وزير المهدي: قال لي المهدي: ألا ترى إلى ما يقول لي هذا؟ يعني مقاتلا، قال: إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس، قلت: لا حاجة

<<  <  ج: ص:  >  >>