للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لي فيها.

وقال أبو اليمان: قام مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به، فقال له يوسف السمتي: من حلق رأس آدم أول ما حج؟ قال: لا أدري، ورويت هذه الحكاية والتي بعدها عنه من وجوه.

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كان كذابا جسورا، سمعت أبا اليمان يقول: قدم هاهنا فقال: سلوني عما دون العرش، قال: وحدثت أنه قال مثلها بمكة، فقال له رجل: أخبرني عن النملة، أين أمعاؤها؟ فسكت.

وقال العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه: سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء، فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر، فقلت: بأيها آخذ؟ قال: بأيها شئت.

وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عنه فقال: أرى أنه كان له علم بالقرآن.

وقال صالح بن أحمد عن أبيه: ما يعجبني أن أروي عنه شيئا.

وقال الغلابي عن ابن معين: ليس بثقة.

وقال الدوري وغيره عن ابن معين: ليس بشيء.

وقال عمرو بن علي: متروك الحديث كذاب.

وقال ابن سعد: أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه.

وقال البخاري: منكر الحديث، سكتوا عنه. وقال في موضع آخر: لا شيء البتة.

وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشر بن سلمان: كان قاصا ترك الناس حديثه.

وقال ابن عمار الموصلي: لا شيء.

وقال أبو حاتم: متروك الحديث.

وقال النسائي: كذاب، وقال في موضع آخر: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله أربعة: إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، ومقاتل بخراسان، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام، والواقدي ببغداد.

وقال ابن حبان: كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان مشبها يشبه الرب بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث. أصله من بلخ، وانتقل إلى البصرة فمات بها.

وقال زكريا الساجي: قالوا: كان كذابا متروك الحديث.

وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابع عليه، على أن كثيرا من الثقات والمعروفين قد حدث عنه، ومع ضعفه يكتب حديثه.

قال الخطيب: بلغني عن الهذيل بن حبيب أن مقاتل بن سليمان مات في سنة خمسين ومائة.

قلت: وفيها أرخه وكيع.

وقال الدارقطني: يكذب، وعده في المتروكين.

وقال العجلي: متروك الحديث.

وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.

وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.

وقال الخليلي: محله عند أهل التفسير محل كبير، وهو واسع، لكن الحفاظ ضعفوه في الرواية، وهو قديم معمر، وقد روى عنه الضعفاء مناكير، والحمل فيها عليهم.

ومما يدل على سعة علم مقاتل ما قرأت بخط يعقوب النميري، قال: حدثني أبو عمران بن رباح عن سركس قال: خرجت مع المهدي إلى الصيد وهو ولي عهد؛ إذ رمى البازي ببصره، فنظر البازي إلي فكرر ذلك، فقال لي المهدي: أطلقه، فأطلقته، فغاب فلم ير له أثر، فأقام المهدي بمكانه بقية يومه وليلته، فلما أصبح أرسل من يفحص له عن خبره، فنظر فإذا خيال في الجو، ثم جعل يقرب حتى بان أنه البازي، فنزل وفي مخالبه حية بيضاء لها جناحان، فأخذها المهدي وسار بها إلى المنصور، فتعجب منها ثم قال: علي بمقاتل بن سليمان، فأحضر فقال له: ما يسكن هذا الجو من الحيوان؟ قال: أقرب من يسكنه

<<  <  ج: ص:  >  >>