كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه.
وقال صالح بن محمد عن ابن معين: ما رأيت أحفظ من وكيع، قيل له: ولا هشيم؟ قال: وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع؟
وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: أبو معاوية أحب إليك في الأعمش أو وكيع؟ قال: أبو معاوية أعلم به، ووكيع ثقة.
قال: وقلت له: عبد الرحمن أحب إليك في سفيان أو وكيع؟ قال: وكيع، قلت: فأبو نعيم؟ قال: وكيع، قلت: فابن المبارك أو وكيع؟ فلم يفضل.
وقال عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة عن ابن معين: ثقات الناس أربعة: وكيع ويعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل.
وقال حنبل عن ابن معين: رأيت عند مروان بن معاوية لوحا مكتوب فيه أسماء شيوخ: فلان كذا وفلان كذا، ووكيع رافضي، قال يحيى: فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم، قال: فسكت.
وقال محمد بن خلف عن وكيع: أتيت الأعمش فقلت: حدثني، قال، ما اسمك؟ قلت: وكيع، قال: اسم نبيل ما أحسبه إلا سيكون لك نبأ.
وقال ابن عمار الموصلي: سمعت قاسما الجرمي يقول: كان سفيان يدعو وكيعا وهو غلام فيقول: أي شيء سمعته؟ فيقول: حدثني فلان كذا، قال: وسفيان يتبسم ويتعجب من حفظه.
قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه منه ولا أعلم بالحديث، كان جهبذا.
قال ابن عمار: قلت له: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها، فقال: حدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمس مائة، وأربعة ليس بكثير في ألف وخمس مائة.
وقال يحيى بن يمان: قال سفيان: ترون هذا الرؤاسي لا يموت حتى يكون له شأن، قال يحيى بن يمان: فمات سفيان وجلس وكيع في موضعه.
وقال عيسى بن يونس: خرجت من الكوفة وما بها أروى عن إسماعيل بن أبي خالد مني إلا غليم يقال له وكيع.
وقال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأبي بكر بن عياش: حدثنا، قال: قد كبرنا ونسينا، اذهبوا إلى وكيع.
وقال قتيبة عن أبي بكر نحوه.
وقال الشاذكوني، وابن عمار: قال لنا أبو نعيم: ما دام هذا - يعني وكيعا - حيا، ما يفلح أحد معه.
وقال أحمد بن سيار عن صالح بن سفيان: قدم وكيع مكة فانجفل الناس إليه، وحج تلك السنة غير واحد من العلماء، وكان ممن قدم عبد الرزاق، قال: فخرج ونظر إلى مجلسه فلم ير أحدا فاغتم، ثم خرج فلقي رجلا فقال: ما للناس، قال: قدم وكيع، قال: فحمد الله تعالى، وقال: ظننت أن الناس تركوا حديثي، قال: وأما أبو أسامة فلما خرج ولم ير أحدا وسمع بوكيع قال: هو التنين لا يقع مكانا إلا أحرق ما حوله.
وقال أبو هشام الرفاعي: دخلت المسجد الحرام فإذا عبيد الله بن موسى يحدث والناس حوله كثير، قال: فطفت أسبوعا ثم جئت فإذا عبيد الله قاعد وحده فقلت: ما هذا؟ قال: قدم التنين فأخذهم، يعني وكيعا.
وقال نوح بن حبيب القومسي: رأيت الثوري ومعمرا ومالكا فما رأت عيناي مثل وكيع.
وقال الغلابي: كنا بعبادان فقال لي حماد بن مسعدة: أحب أن تجيء معي إلى وكيع، فجئناه فلما خرجنا قال لي حماد: قد رأيت الثوري فما كان مثل هذا.
وقال علي بن خشرم: رأيت وكيعا وما رأيت بيده كتابا قط، إنما هو يحفظ، فسألته عن دواء الحفظ فقال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ.
وقال هارون الحمال: ما رأيت أخشع من وكيع.
وكذا قال مروان بن محمد وزاد: وما وصف لي أحد إلا رأيته دون الصفة إلا وكيع فإني رأيته فوق ما وصف لي.
وقال ابن عمار: أخبرت عن شريك أن رجلا ادعى عنده على آخر بمائة ألف دينار فأقر فقال: أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع، وعبد الله بن نمير.
وقال قتيبة عن جرير: جاءني ابن المبارك فقلت: من