قلنا: يريد بذلك أنه من باب إطلاق الدليل على المدلول مجازا، والأصل في الكلام الحقيقة.
(سؤال)
نصبه هاهنا الحجاج لمن يقول: إنها حقيقة في النفساني فقط يبطل عليه قوله: اتفقوا أنها حقيقة في القول المخصوص، والاتفاق حينئذ، ثم إنه عند تقرير الكلام، فيما تقدم قال: الصحيح عند المحققين منا أنه مشترك بين الأصوات، وبين المعنى القائم بالنفس، وارتضاه هنالك، وهنا أبطل ذلك، واختار أنه للنفساني فقط.
(فائدة)
استدل جماعة من العلماء على أن الكلام موضوع لما في النفس بقوله تعالى:(ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول)[المجادلة:٨]، وبقوله تعالى:(استكبروا في أنفسهم)[آلفرقان:٢١]، أي طلبوا الكبرياء، وبقوله تعالى:(وأسروا قولكم زو اجهروا به رنه عليم بذات الصدور)[آلملك:١٣] فجعله في الصدور، وبقوله تعالى:(ونعلم ما توسوس به نفسه)[سورة ق:١٦]، والوسوسة من الكلام، وهو كثير في الكتاب والسنة، فجعل تعالى القول وغيره في النفس، والأصل في الكلام الحقيقة، وهذه الوجوه أقوى من الوجوه التي ذكرها المصنف.
المسألة الثالثة
قوله:(دلالة الصيغة يكفي فيها اللفظ دون الإرادة):
قال سيف الدين: منهم من قال: صيغة أمر بشرط ثلاثة إرادات: