قال الرازي: إما أن يكون مختصا بهما؛ وهو كلفظ الرجال للذكور، والنساء للإناث؛ أو لايكون؛ وهو على قسمين:
أحدهما: ما لا يتبين فيه تذكير ولا تأنيث؛ كصيغة (من) وهذا يتناول الرجال والنساء، ومنهم من أنكره.
لنا: أنعقاد الإجماع على أنه إذا قال: " من دخل الدار من أرقائي، فهو حر " فهذا لا يتخصص بالعبيد، وكذا لو أوصى بهذه الصيغة، أو ربط بها توكيلا، أو إذنا في قضية من القضايا.
والجواب: ان ذلك، وإن كان جائزا إلا أنهم اتفقوا على أن الأصح استعمال لفظ (من) في الذكور والإناث.
القسم الثاني: ما تتبين فيه علامات التذكير والتأنيث؛ كقولنا:" قام، قاما، قاموا، قامت، قامتا، قمن " واتفقوا على أن خطاب الإناث لا يتناول الذكور، واختلفوا في أن خطاب الذكور، هل يتناول الإناث؟ والحق: لا.
لنا: أن الجمع تضعيف الواحد، وقولنا:(قام) لا يتناول المؤنث؛ فقولنا:(قاموا) الذي هو تضعيف قولنا: (قام) وجب ألا يتناول المؤنث.
احتجوا: بأن أهل اللغة قالوا: إذا اجتمع التذكير والتأنيث، غلب التذكير.