وأما قوله تعالى:{عسى الله أن يأتيني بهم جميعا} فالمراد به: يوسف، وأخوه، والأخ الثالث الذي قال:{فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي}[يوسف: ٨٠] وقوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} فكل طائفة جمع.
وأما قوله تعالى:{فقد صغت قلوبكما} فجوابه: أنه قد يطلق اسم القلب على الميل الموجود في القلب؛ فيقال للمنافق: إنه ذو لسانين، وذو وجهين، وذو قلبين، ويقال للذي لا يميل إلا إلى الشيء الواحد: له قلب واحد، ولسان واحد.
ولما خالفتا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ونمتا بأمر مارية، وقع في قلبيهما دواع مختلفة، وأفكار متباينة؛ فصح أن يكون المراد من القلوب هذه الدواعي، وإذا صح ذلك، وجب حمل اللفظ عليها؛ لأن القلب لايوصف بالصغو؛ إنما يوصف الميل به.
وأما الحديث: فهو محمول على إدراك فضيلة الجماعة.
وقيل: إنه صلى الله عليه وسلم: " نهى عن السفر إلا في جماعة "، ثم بين أن الاثنين فما فوقهما جماعة؛ في جواز السفر.
وأما المعقول: فجوابه: أن البحث ما وقع عما تفيده لفظة الجمع، بل عما يتناوله لفظ الرجال والمسلمين؛ فأين أحدهما من الآخر؟ والله أعلم.
المسألة الثانية
قال القرافي: أقل الجمع اثنان.
قال سيف الدين: ليس محل النزاع لفظ الجمع، والمفهوم منه،