وذلك متصور بين النفس والعقل، فيطلب من النفس تلك المصلحة التي تحصل في المعاد أو المعاش، أو فيهما معا
قوله:(إن فلانا يأمركم بكذا)
تقريره: أن الكاف وضعت للخطاب، والخطاب لا يدخل فيه المتكلم، ولا الغائب.
[(تنبيه)]
قال التبريزي ليس فيها كبير فائدة، فإن اللفظ إن لم يصلح لتناوله وضعا كقوله:(افعلوا) و (أوجب عليكم) فلا وجه لتخيل الاندراج وإن صلح فلا سبيل للإخراج إلا بقرينة، فإن كونه مخاطبا لا يصلح لمعارضة دلالة الوضع، ونظير عدم القرينة قوله تعالى:(والله بكل شيء عليم)[البقرة:٢٨٢] وقول القائل: (كل نفس ذائقة الموت)[آل عمران:١٨٥]، وكل أمر مكلف بفعله ومحاسب عليه، وقوله عليه السلام:(لن ينجو أحدكم بعمله) قالوا: ولا أنت يا رسول الله، فقال:(ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)
ومثال القرينة: قوله تعالى: (والله على كل شيء قدير)[آلبقرة:٢٨٤] وقول القائل: (لا يغلبني أحد، ولا يقابلني بشر، ولا ناظرت أحدا إلا غلبته)، وإذا انقدحت القرينة، فلا خاصية للمخاطبة