وعن الثالث: أن العدول عن الحقيقة إلى المجاز لأغراض سنذكرها، إن شاء الله تعالى.
وعن الرابع: أن كلام الله تعالى كله حقيقة؛ بمعنى أنه صدق، لا بمعنى كون ألفاظ بأسرها مستعملة في موضوعاتها الأصلية، والله أعلم.
المسألة الثامنة: في الداعي إلى التكلم بالمجاز.
العدول عن الحقيقة إلى المجاز: إما لأجل اللفظ، أو المعنى، أولهما.
أما الذي لأجل اللفظ فإما أن يكون لأجل جوهر اللفظ، أو لأجل أحوال عارضة للفظ.
أما الأول فهو: أن يكون اللفظ الدال على الشيء بالحقيقة ثقيلا على اللسان:
إما لأجل مفردات حروفه، أو لتتنافر تركيبه، أو لثقل وزنه، واللفظ المجازي يكون عذبا، فتترك الحقيقة إلى هذا المجاز.
وأما الثاني وهو: أن يكون لأجل أحوال عارضة للفظ، فهو أن تكون اللفظة المجازية صالحة للشعر، أو السجع، وسائر أصناف البديع؛ واللفظة الحقيقية لا تصلح لذلك.
وأما الذي يكون لأجل المعنى: فقد تترك الحقيقة إلى المجاز؛ لأجل التعظيم والتحقير، ولزيادة البيان، ولتلطيف الكلام.
أما التعظيم، فكما يقال: سلام على المجلس العالي؛ فإنه تركت الحقيقة ها هنا لأجل الإجلال.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute