قلنا: قد تقدم أن المقدر بـ"لكن" هو المنقطع، وهذا هو صورة النزاع، وأن جميع المنقطع كذلك.
وقولهم:"ليس بالاستثناء" يحمل على أنه ليس باستثناء متصل، وإلا فالاستثناء موجود قطعاً.
قوله:"الأنيس يدخل فيه اليعافير والعيس":
تقريره: أن الماشى فى البرية، أو القفر، أو المهمه الواسع، يحصل له وحشة شديدة جدا، فإذا رأى طائراً، تأنس به؛ لأنه يشعر بقرب الماء منه، وكذلك الوحوش والعيس بطريق الأولى؛ لأنها تشعر بقرب بنى آدم منه، فيحصل الأنس الشديد والفرح بذلك، والسيارة تحكى ذلك عن أسفارها، فصدق على العيس أنها من المؤنس، فكان الاستثناء متصلاً.
قوله:"لو صح الاستثناء من المعنى، لصح استثناء كل شيء من كل شئ":
قلت: وإنه كذلك؛ فإن أحداً من النحاة لم يخصص جنساً دون جنس ألبته، بل ما خطر فى بال المتكلم، فهذا اللازم حق يلتزمه، ولا يكرهه، وهو حق.
"تنبيه"
زاد سراج الدين: فقال فى قوله: "إبليس مستثنى من المأمورين":
إنه استثناء من المعنى، وقد تقدم إبطاله.
وقال التبريزى: قيل فى قوله تعالى: (إلا خطأ) النساء: ٩٢. أى: ولا خطأ؛ كقول الشاعر {الوافر}: