خفائه مشكلات كثيرة، وتندفع بمعرفته، ويختلف لسان العرب كونه حقيقة أو مجازا باعتباره اختلافا كثيراً.
قوله:(كأنه رؤوس الشياطين)[الصافات:٦٥].
تقريره: أن المشبه به ينبغي أن يكون معلوما للمخاطب؛ لأن التشبيه بالمجهول لا يفيد، والشياطين غير معلومة للسامع، لعدم ظهورها للحس.
وجوابه أنه قد تقرر في أذهان السامعين أن الشياطين شيء وحشي الشكل والصورة، وأنه مرجف مزعج للبشرية، وهذا متقرر في أذهان الناس من الصغر إلى الكبر، كما اشتهر ذلك في العقل، فالتشبيه وقع بتلك الصورة المعلومة في الذهن، فما وقع التشبيه إلا بمعلوم.
قوله:(تلك عشرة كاملة)[البقرة:١٩٦]
الاستدلال بها اللخصم من وجهتين:
الأول: هي قوله: (تلك عشرة) فإن المتقدم سبعة، وثلاثة، ومن المعلوم بالضرورة أن السبعة والثلاثة: عشرة، فلا فائدة فيه.
الثاني: قوله: (كاملة) ومن المعلوم أن السبعة والثلاثة، عشرة لا تنقص، فقوله (كاملة لا فائدة فيه.
أجاب العلماء عن الأول: بأن قوله تعالى: (تلك عشرة) أفاد رفع المجاز المتوهم في (الواو) العاطفة [للسبعة على الثلاثة]، ولأن الواو يجوز استعمالها بمعنى (أو) كقوله تعالى: (أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع)[فاطر:١٠]، فإذن على تقدير قوله:(تلك عشرة) يعني أنها بمعنى (الواو) لا بمعنى (أو)، فقد حصلت فائدة زائدة.
وعن الثاني: أن السامع إذا سمع (ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم)[البقرة:١٩٦] ربما توهم أن تأخير السبعة عن هذه المواطف الشريفة التي