للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أنه تعالى قال: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس} وبالاتفاق: لا يجوز أن يكون ذلك غرضًا.

الثالث: قول الشاعر [الوافر]:

لدوا للموت وابنوا للخراب .................................

وليست اللام هاهنا للغرض.

والرابع: يقال: (أصلى لله تعالى) ولا يجوز أن تكون ذات الله تعالى غرضًا):

قلت: أهل اللغة صرحوا بأن اللام للتعليل، وقولهم حجة؛ وإذا تبت ذلك، وجب القوم بأنها مجاز في هذه الصور.

وثانيها: (إن) كقوله- عليه الصلاة والسلام-: (إنها من الطوافين عليكم) (إنه دم عرق).

وثالثها: (الباء): كقوله تعالى: {ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله} واعلم: أن أصل (الباء) الإلصاق، وذات العلة، لما اقتضت وجود المعلول، حصل معنى الإلصاق هناك، فحسن استعمال الباء فيه مجازًا.

الباب الأول

في الطرق الدالة على علية الوصف

قال القرافي: قوله: ([الأصل] القاطع في الدلالة على المؤثرية كقولنا: العلة كذا، أو لسبب كذا، أو لموجب كذا، أو لأجل أنه كذا):

قلنا: لا نسلم أن هذه دلالة قاطعة؛ لاحتمال المجاز، والإضمار، والاشتراك، وغير ذلك من الأمور القادحة في إفادة الألفاظ القطع، إنما هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>