فقال:(أو ظنا). فاليقين والظن يرجحان لكون السحاب فاعلا، ومن ذلك قول الشاعر [الوافر]:
إذا نزل السحاب بأرض قوم ... رعيناه ولو كانوا غضابا
فالسماء، اسم السحاب؛ لأنه يعلونا، وكل ما علانا فهو سماء، حتى سقف البيت، ومنه قوله تعالى:{فليمدد بسبب إلى السماء}[الحج: ١٥] أي: بحبل إلى سقف بيته، والسحاب لم ينزل، وإنما نزل المطر، فسمى سماء، باعتبار اسم فاعله، ومنه ما جاء في السنة:(أصابتنا سماء) أي: مطر، وهو كثير.
(سؤال)
المطر كان فوقنا في السحاب فهو سماء في نفسه، فلا حاجة إلى المجاز، بل اللفظ حقيقة.
قوله:) مثال التسمية باسم الغاية: تسمية العنب بالخمر، والعقد بالنكاح).
تقريره: أن العنب غالب القصد من زراعته وعصره إنما هو الخمر، والقصد لذلك أكثر من القصد للخل والحصرم وغير ذلك، فكان هو الباعث عليه، فكان سببا غائبا كما تقدم تقريره، والعقد المقصود منه النكاح، فأطلق لفظ النكاح الذي هو التداخل على العقد؛ لأنه المقصود من العقد، ومنه قوله تعالى:{إني أراني أعصر خمرا}[يوسف: ٣]، {ولا