فنقول:] الكلى قد [لا يقبل الوجود كالمستحيل، وقد يقبله ولم يوجد كبحر من زئبق، وقد يكون موجودا، ويستحيل تعدده، كواجب الوجود] سبحانه وتعالى [، وقد يقبل التعدد، ولم يتعدد كالشمس، وقد يتعدد كالإنسان فهذه خمسة، وعادة أهل المنطق يعدونها ستة تقسيمهم المتعدد إلى متناهي العدد، وغير متناهية، لكن غير المتناهي إنما هو بناء على حوادث لا أول لها، وقدم العالم، ونحن لا نقول به، فلذلك تركت القسم السادس.
(تنبيه)
مسمى الشمس كلي، بخلاف مسمى زيد؛ لأنه لو طلعت شموس عديدة سميت كل واحدة شمسا من غير احتياج لوضع] جديد [وذلك دليل على أن لفظ زيد لم يوضع لكلى، وأن لفظ الشمس وضع لكلى، فلذلك أطلق على ما يوجد لوجود المسمى فيه.
(تنبيه)
ينقسم الكلى إلى ما انحصر نوعه في شخصه الشمس والقمر، وإلى ما ينحصر كالحيوان، تمثيل الأنواع الأخيرة كالإنسان والفرس ونحوهما كلية، وكل واحد منهما ليس جزء غيره، فهو كمال ماهية، وكل جنس كالحيوان أو الجسم أو النامي، أو فصل كالناطق أو الحساس جزء ماهية؛ لأنه جزء النوع المركب للنوع من الجنس والفصل، والضاحك بالقوة، أو الكاتب بالقوة خارج عن الماهية.