الفصل الثامن
في أن شكر المنعم غير واجب عقلا
وقالت المعتزلة بوجوبه عقلا.
لنا: النص والمعقول:
أما النص فقوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" [الإسراء: ١٥]
وقوله تعالى "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل" [النساء:١٦٥]
وأما المعقول، فهو أنه لو وجب، لوجب: إما لفائدة أو لا لفائدة، والقسمان باطلان فالقول بالوجوب باطل.
إنما قلنا: إنه لا يجوز أن يكون لفائدة؛ لأن تلك الفائدة: إما أن تكون عائدة إلى المشكور، أو إلى غيره:
والأول باطل: لأن الله تعالى منزه عن جلب المنافع ودفع المضار.
والثاني باطل لأن الفائدة العائدة إلى الغير إما جلب المنفعة أو دفع المضرة لا جائز أن يكون ذلك لجلب المنفعة لثلاثة أوجه:
الأول أن جلب النفع غير واجب في العقل، فما يفضي إليه أولى ألا يجب.
الثاني أنه يمكن خلو الشكر عن جلب النفع لأن الشكر لما كان واجبا فإذن الواجب لا يقتضي شيئا آخر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute