فإنه حكم بالنقيض؛ لأن الأوارى بالرفع هو ثبوت، والمحكوم به قبل "إلا" سلب، فهو نقيض، وكذلك إن حكمت على غير الجنس بالنقيض، وعلى غير الجنس بغير النقيض، وعلى الجنس بالنقيض فهذه الأقسام الثلاثة هى المنقطعة باعتبار الضابط المتقدم، والمتصل نوع واحد، وهو: أن يحكم على الجنس بالنقيض، فهذا تحرير المتصل، والمنفصل، والمنقطع، وعليه تخرج آيات الكتاب، والسنة، ولسان العرب، ولا يشكل بعد ذلك شيء، بخلاف ما سطره الأدباء وغيرهم.
"فائدة"
قوله تعالى:(لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً) مريم: ٦٢.
قيل: اللغو: هو الذى لا فائدة فيه، والسلام فيه فائدة، فليس من جنس اللغو، فيكون منقطعاً.
وقيل: السلام فى الدنيا دعاء بالسلامة، وفى الآخرة حصل الأمان لأهل الجنة، فتعذر الدعاء لهم بالسلامة، فصار السلام لغواً؛ لبطلان معناه المقصود.
وقيل: على هذا التقدير؛ لم يبطل أيضاً، بل هو فى الدنيا لدعاء، والتحية، والإكرام؛ فبطل أحد مقاصده، وبقيت المكارمة والتعظيم، فليس لغواً؛ لحصول هذه الفوائد فيه.
"فائدة"
قال بعض العلماء: قوله تعالى: (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) الدخان: ٥٦. متصل؛ لأن أصل الذوق حقيقة: إنما هو إدراك الطعوم باللسان، وإطلاق على الشدائد والموت ونحوه؛ أنما هو مجاز؛ لأنها ليست من ذوات الطعوم، وإذا كان ذلك مجازاً، فيحمل على الآية مطلق العلم،