للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول سراج الدين: " الخلاف في هذه المسالة يشبه الخلاف في بقاء الاعراض " فذكر لفظ الشبه فقط، والشيء قد يشبه الشيء من وجه، وإن خالفه من وجوه، وسكت " المنتخب " عن هذه الكلمة بالكلية، وكذلك التبريزي.

(تنبيه)

كلام القاضي في كتبه، والغزالي في (المستصفى) هو ما نقله التبريزي ونحو منه، والكل يعتمدون على التنظير بالبيع وفسخه، وكسر الآنية، وقد تقدم الجواب عن ذلك، وإذا حقق البحث معهم، آل كلامهم أن الدوام مقتضى الصيغة، ولا يصادموا العلم الرباين اصلا.

يقول الغزالي في (المستصفى): " علم الله تعالى أنه يزول بالناسخ " وهذه المباحث لو حصل فيها التأمل، اجتمعت، ولم يبق خلاف، فإن حاصل هذه المباحث يرجع إلى الدوام؛ بحسب الاعتقاد، وهو لا نزاع فيه.

وقولهم: " علم الله تعالى انه يزول بالناسخ، وأنه يدوم لولا الناسخ ".

يقال لهم: ومع ذلك، فقد علم الله تعالى ان الناسخ واقع في الوقت المعيت قطعا، فيلزم من ذلك ان الحكم معناه في نفس الامر بذلك الوقت قطعا، وهذا هو مذهب من يخالفهم، فيرتفع الخلاف، ولقد حاولت كلمات الفريقين على ان الخلاف يتحقق بينهم، فما قدرت عليه الا كما ذكرت لك، لا تخرج الفاظهم عن هذه الكلامات، وهي لا تحقق خلافا، وكان الشيخ شمس الدين الخسروشاهي يستشكل الخلاف منهم ويقول: إن قلت " إنهم ما فهموا كلام بعضهم بعضا " لا يعجبني، وان قلت: فهموه " فأين الخلاف مع هذه المقدمات، وهذه المباحث؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>