ويصير معناها: لا يعلمون فيها الموت إلا الموتة الأولى يعلمونها فيها؛ لأنهم فى الجنة يعلمون أنهم ماتوا فى الدنيا؛ فيكون الاستثناء متصلاً؛ للحكم بالنقيض على الجنس، غايته وقوع المجاز فى لفظ الذوق، والقائل بأنه منقطع يجوز به إلى إدراك ما هو قائم بالإنسان من الموت وغيره، ونحن نجوز بأنه إلى أصل الإدراك ويكون المجاز على المذهبين من باب التعبير بلفظ الأخص عن الأعم، فيتعارض المجاز الأخص، والانقطاع؛ أيهما يقدم، فالقائل بالانقطاع التزم المجاز الأخص والانقطاع؛ أيهما يقدم، فالقائل بالانقطاع التزم المجاز الأخص والانقطاع، والقائل بالاتصال، قال بالمجاز الأعم، وفاته قوة المجاز فى الأخص، فهذا تلخيص هذه الآية.
"فائدة"
اليعافير جمع "يعفور" وهو حمار الوحش، والعيس جمع عيساء، وهى الناقة الصفراء الذى يخالط بياضها اصفرار.
وقول النابغة {البسيط}:
............................ وما بالدار من أحد
يروى برفع "من أحد" وقبله {البسيط}:
وقفت فيها أصيلانا أسائلها ... أعيت جواباً وما بالربع من أحد
إلا الأوارى لأياً ما أبينها ... والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد