في الطريق الذي به يعرف كون الناسخ ناسخًا، والمنسوخ منسوخًا قال الرازي: قد يعلم ذلك باللفظ تارةً، وبغيره أخرى:
أما اللفظ: فهو: أن يوجد لفظ النسخ: إما بأن يقول: هذا منسوخ، أو يقول: ذاك ينسخ هذا.
وأما غير اللفظ: فهو: أن يأتي بنقيض الحكم الأول، أو بضده، مع العلم بالتاريخ:
مثال النقيض: قوله تعالى:} الآن خفف الله عنكم {[الأنفال: ٦٦] فإنه نسخ لثبات الواحد للعشرة؛ لأن التخفيف نفى للثقل المذكور.
ومثال الضد: التحويل من قبلةٍ إلى أخرى؛ لأن التوجه إلى الكعبة ضد التوجه إلى بيت المقدس.
وأما التاريخ: فقد يعلم باللفظ، أو بغيره:
أما اللفظ: فكما إذا قال: أحد الخبرين قبل الآخر.
وأما غير اللفظ: فعلى وجوهٍ.
أحدها: أن يقول: هذا الخبر ورد سنة كذا، وهذا في سنة كذا.
وثانيها: أن يعلق أحدهما على زمان معلوم التقدم، والآخر بالعكس؛ كما لو قال: كان هذا في غزاة بدر، والآخر في غزاة أحد، وهذه الآية نزلت قبل الهجرة، والأخرى بعدها.