قال الرازي: في الطرق الدالة على علية الوصف في الأصل، وهي عشرة: النص، والإيماء، والإجماع، والمناسبة، والتأثير، والشبه، والدوران، والسبر والتقسيم، والطرد، وتنقيح المناط، وأمور أخرى اعتبرها قوم، وهي عندنا ضعيفة.
الفصل الأول
(في النص)
ونعنى بالنص:(ما تكون دلالته على العلية ظاهرة، سواء كانت قاطعة، أو محتملة:
أما القاطع: فما يكون صريحًا في المؤثرية، وهو قولنا: لعلة كذا، أو لموجب كذا، أو لأجل كذا؛ كقوله تعالى:{من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل}.
وأما الذي لا يكون قاطعاً: فألفاظ ثلاثة: (اللام) و (إن) و (الباء):
أما اللام: فكقولنا: ثبت لكذا؛ كقوله:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
فإن قلت: (اللام ليست صريحة في العلية؛ ويدل عليه وجوه:
الأول: أنها تدخل على العلة، فيقال: ثبت هذا الحكم لعلة كذا، ولو كانت اللام صريحة في التعليل، لكان ذلك تكرارًا.