فإن ضحك الإنسان بالقوة، وكتابتة بالقوة متلازمان بالضرورة، فكل كاتب بالقوة، ضاحك بالقوة، وبالعكس، والوقوع لا تلازم فيه، فرب ضاحك بالفعل غير كاتب بالفعل، إما لعدم علمه بالكتابة، أو لأنه في تلك الحالة غير كاتب، فاندفع التناقض.
قوله:(المجاز هو المستعمل في غير موضوعه الأول لمشابهة بينهما).
قلنا: قد تكون العلاقة غير المشابهة، فقد تقدم أن أنواع العلاقة اثنا عشر، فالمتجه أن يقول: لعلاقة، وليس يلزم أن يكون بين الموضوع له، وبين غيره علاقة ألبتة.
[(المسألة الرابعة: في فروق الحقيقة من المجاز)]
قوله:(التنصيص أن يقول الواضع: هذه حقيقة، وهذا مجاز).
قلنا: هذا فرض مستحيل عادة، وأين الواضع؟، ومن الواضع؟ وهذا شيء ما علمه أحد، فكيف ينقل عنه؟ والصحيح مما تقدم الوقف في الواضع، هل هو الله تعالى، أو غيره، بل المتجه أن يقول: التنصيص: أن يقول أئمة اللغة، مع أنى لم أر أحدا تعرض لذلك تعرضا كليا إلا الزمخشري في (أساس البلاغة) يقول في كل لفظ: هو حقيقة في كذا، مجاز في كذا، وغيره من أئمة اللغة، إنما يذكر ذلك في بعض الألفاظ، ويسردون الباقي سردا من غير تعيين.
قوله:(وثانيهما: أن يذكروا حديهما).
يريد بقولون: هذا استعمال اللفظ فيما وضع له، وهذا في غير ما وضع له، وهذان هما حدّا الحقيقة والمجاز.
قوله: وثالثها: أن يذكروا خواصهما.
معناه: يقولون: لفظ الأسد مثلا يتعذر سلبه عن الحيوان المفترس، ويمكن