للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى ـ والله تعالى بكل شيء عليم، فكان يلزم ألا يرد تعليق فى كتاب الله ـ تعالى ـ إلا بـ "إذا" ونحوها أما بـ "إن" فلا.

وقد قال الله تعالى: (إن تستغفر لهم سبعين مرة) التوبة: ٨٠. (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك) فاطر: ٤. وهو كثير: جوابه: أن القرآن عربى، فكل ما يحسن من العربى استعماله، ورد القرآن به على منوال العرب؛ ليكون القرآن عربيا، فكل ما لو كان العربى هو المعلق فيه بـ "إن" يأتى فى القرآن بـ "إن" وكل ما لو كان المعلق عربيا لا يأتى فيه بـ "إن" لا يأتى فى القرآن تحقيقاً لكونه عربيا، ولا يأخذ وصف الربوبية فى كونه قرآناً عربياً، بل منوال العرب فقط، وهذه قاعدة حسنة يحتاج إليها فى عدة مواطن من كتاب الله ـ تعالى ـ فاضبطها، تنتفع بها. ونظير "إن" فى أنها لا يعلق بها إلا غير المعلوم "متى" ولا يسأل بها إلا عند زمان مبهم؛ فلا تقول: متى تطلع الشمس، وكذلك لا يعلق عليها معلوم، فلا تقول: متى زالت الشمس، فأتنى، وبقية صيغ الشرط لا تكاد تدخل إلا على غير المعلوم.

"قاعدة"

عشر حقائق لا تتعلق إلا بالمستقبل من الزمان: الشرط، وجزاؤه، والأمر، والنهى، والدعاء، والوعد، والوعيد، والترجى، والتمنى، والإباحة.

فإذا قال: إن دخلت الدار، فأنت طالق، لا يريد دخلة مضت، ولا طلاقاً تقدم، بل الجميع مستقبل، وكذلك بقية العشرة، وفى هذه القاعدة فوائد كثيرة بمعرفتها إشكالات كثيرة، ويتخرج بها مسائل كثيرة فقهية.

<<  <  ج: ص:  >  >>