قوله: (لم قلت: إنهم يكونون في الزمان المستقبل كذلك على هذه الصفة؟):
قلنا: لأن صيغة المضارع بالنسبة إلى الحال، والاستقبال، كاللفظ العام؛ فوجب تناولها لهما معًا.
قوله: (هذه الآية خطاب مع الحاضرين):
قلنا: مر الجواب عنه في المسلك الأول، والله أعلم.
المسلك الثالث
قال القرافي: قوله: (لو أجمعوا على خطأ لكانوا قد أجمعوا على منكر):
قلنا: لا نسلم، بل يؤجرون عليه للحديث المتقدم، والمنكر إنما يكون حيث التحريم، أما مع الاجتهاد فلا.
ثم قوله تعالى:} تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر {[آل عمران:١١٠] يقتضي غيرهم لا أنفسهم.
فإن الإنسان إنما يأمر غيره، وينهي غيره.
هذا هو المتبادر من هذا الكلام، وقد يأمر الإنسان بكل معروف، وهو يتركه، وينهي عن كل منكر - وهو يفعله، ولذلك قال الشاعر [الكامل]:
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله .... عار عليك إذا فعلت عظيم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute