قد يستقل البيان بنفسه؛ كقوله عليه السلام:(فيما سقت السماء العشر) فهو كلام مستقل، وهو بيان لقوله تعالى:{وآتوا حقه يوم حصاده}[الأنعام: ١٤١] ويسميه العلماء بيانًا في الاصطلاح.
وقد لا يستقل البيان بنفسه؛ كقوله تعالى:{إنها بقرة صفراء}[البقرة: ٦٩] فهذا إن لم يضم لما تقدم، عسر فهمه من أجل الضمير، وهذا هو مقصود المصنف غير أن ليس كل بيان كذلك، فكان تفسيره غير جامع.
قوله:(المبين: يقال على ما ورد عليه بيانه) وهذا اسم المفعول فيه ظاهر، إنما يشكل على المبين الذي هو واضح في أصل غنى عن البيان.
وتقرير تسميته مبينًا من جهة أن الناطق به أوضحه في أصل النطق به، وأتى به مفسرًا فصيحًا، معربًا عن المقصود، فهو أثره، فهو مفعول، فنقول لمن نطق بالنص الصريح: لفظه مبين واضح، والمفسر مرادف للمبين، وتعليلهما واحد.
قوله:(المفسر يقال على معنيين).
(فائدة)
قال اللغويون: هذه المادة إنما تؤخذ للظهور والبيان، ومنه فسر، إذا بين، وسفر عن وجهه، إذا كشف، وأسفرت الشمس، إذا عظم نورها، وسافر؛ لأن السفر يكشف عن أخلاق الناس.