والسفارة: الرسالة؛ لأن الرسول يكشف للمرسل ما أرسله فيه.
قوله:(النص: كل كلام تظهر إفادته لمعناه):
قلنا: قد تقدم أول الكتاب: أن النص له ثلاثة معان:
ما دل على معنى قطعًا، ولا يحتمل غيره قطعًا؛ كأسماء الأعداد، وما دل على معنى قطعًا، وإن احتمل غيره؛ كصيغ الجموع في العموم، فلابد فيها من ثلاثة؛ كقوله تعالى:{فاقتلوا المشركين}[التوبة: ٥] وما دل على معنى كيف كان، وهو غالب استعمال الفقهاء، يقولون:(نص الشافعي على كذا) ولنا النص والقياس على كذا، ولا يريدون إلا لفظًا دالاً كيف كان، وأصله من توصيل الشي إلى غايته، ومنه قول جابر:(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير العنق، فإذا وجد مزجة نص) أي: رفع السير إلى غايته.
ومنه منصة العروس؛ لأنها ترفع إلى الغاية الممكنة في الارتفاع بها.