(أكرموا عمتكم النخلة إنها خلقت من فضل طين آدم)، وأنها شابهت بنيته من أربعة عشر وجها، فهذا هو سبب الاختصاص، لا اشتراط السمع في المجاز.
قوله: المستخرج بالفكر جهات حسن المجاز.
تقريره: أن السمع إذا كان شرطا لا يمنع ذلك الفكرة، كما ورد السمع بقطع السارق، ويفكر هل معنى السرقة في هذا الشخص الذي وضع المتاع على ظهر الدابة، فخرجت به، أو رماه إلى خارج الحرز، ولم يخرج به، أو ربطه لمن جره؟
وكذلك إذا ورد عن العرب مجاز التشبيه، فينظر هل حصلت الصفة التي بها المشابهة في زيد أم لا؟ وهل هذه الصفة هي أشهر صفات المحل أم لا؟ وقد تكون هذه الصورة دائرة بين أنواع من المجاز، فينظر أي تلك الأنواع أولى بها؟
فلا تنافي بين الفكر واشتراط السمع، وهذا بسط جوابه في الكتاب.
قوله: لأن التعظيم إنما يحصل بتخيل المعنى في موضع التجوز.
قلنا: هذا لا يأبى المجاز فإن العرب إنما وضعت لفظ الأسد للمحقق لا للمتخيل وهذا متخيل، فقد استعمل اللفظ في غير ما وضع له.