قرينة قصد التعليل؛ إذ لولاهما لما فهم الكلام؛ لأنه لا استقباح في ذكر جمل من أحكام الهرّة، وإن لم يكن بعضها علّة للبعض كما لو قال:(إنها من السّباع، إنها تأكل الخشاش)، ويدل على ذلك أنه لو تخللها (واو) لم يفهم التعليل، وإنْ لم يختلف حسن الذكر وقبحه بذكر الواو وعدمها.
(سؤال)
لا يجمع بـ (الواو والنون) أو (الياء والنون) إلا صيغة من يعقل، فلا نقول: جذوع مائلين، وكذلك لابدّ من مذكر، فلا نقول: نساءٌ خارجين، بل خارجات.
وهاهنا جعل- عليه السلام- الهرّة من الطّوّافين، وإنما هي من الطّوّافات، فيصير مثاله: زيد من بني آدم والخيل، وإنما هو من بني آدم فقط.
جوابه: أن المقصود الإشارة إلى جنس من يطوف، مع قطع النظر عن خصوص من يطوف، هل هو ذكر أو أنثى، وذكر- عليه السلام- النوعين من الجنس لبيانه، لا لقصْد الأنواع، ومعنى الكلام: إنها من جنس من يطوف.
قوله:(كما روى عنه- عليه السّلام- أنه قال: (ثمرة طيبة وماء طهور):