للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدها: صحة الاستثناء في (الواو) في صيغة الجمع، فتقول: قام الزيدون إلا أخاك، وفي العاطفة يمتنع، فلو قلت: قام زيد وعمرو إلا عمراً امتنع.

وثانيها: أن دلالة اللفظ في واو الأسماد المتماثلة في الجمع على كل واحد من الأشخاص بالتضمن، وفي العاطفة بالمطابقة.

وثالثها: أن المتأخر في العاطفة يقتضي الأبلغية في المدح نحو: الفارس البطل، ولو عكست قبح، وفي الذم نحو: شيطان مارد، ولو عكست امتنع، وثبوت التقديم، والتأخير، وأحكامهما، هذه أحكام لم تثبت لواو الجمع، فعلمنا أن مرادهم التسوية في أصل العامل، لا في جميع الأحكام.

قوله في الحديث: (ومن عصاهما فقد غوى، فقال عليه السلام: بئس خطيب القوم أنت).

(سؤال)

قال العلماء: ذمه لكونه جمع بينهما في الضمير، لأن الجمع يوهم (التسوية)، وقد ورد جمعهما في الضمير في قوله عليه السلام: (لا يؤمن أحديكم بالله حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما).

جوابه: قال الشيخ عز الدين بن عبدالسلام: إنما منع الشاعر من الجمع؛ لأن الجمع يوهم التسوية من قصده؛ لأن نزول منصبه لا يأبى قصده لذلك، لأن نزول منصبه لا يأبى قصده لذلك، فقد يحمل لفظه على ذلك لقبول حاله لذلك، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- منصبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>