عليه فائدة، فاختصر إلى الغاية، وزاد ما لا يحتاجه فقوله:(ما يقتضي الأمر إيجاده وعدمه) يريد: الوسائل مع أن عبارته تقتضي الفعل نفسه الذي هو المقصد، وهو غير مراد له، وإنما مراده الوسائل، ويمكن أن يريد بقوله:(إيجاده وعدمه) مسمى الوسائل؛ فإن المتوقف عليه تارة يكون وجود الشيء كالسبب، وتارة عدمه كالمانع، وعلى هذا يكون في كلامه حشو، وهو أقرب لكلامه، وقوله:(المحال الفعل مع عدم المقدمة لا هو حالة عدمها) يريد به أن التكليف وقع بالفعل مع عدم المقدمة تكليف ما لا يطاق؛ لأن قصد منه الجمع بين وجود المشروط مع عدم الشرط، وإنما التكليف حالة العدم فلا؛ لأنه يريد به أن التكليف وقع حالة العدم، ولم يرد به إيقاع المشروط حالة عدم الشرط كما تقول:(استقني) والمسافة بعيدة، واملاء في البئر، ليس المقصود (اسقني)، ولا تقطع المسافة، ولا تسقني من البئر، بل هذا تكليف حالة عدم المقدمة، وهو مقدور للمكلف بأن يقطع المسافة، ويتعاطى الأسباب، ويفعل المأمور، ففي كلامه مضاف محذوف، قوله:(التكليف بالفعل إن وقع بالفعل مع العدم كان محالا، أو حال العدم)، ولم يرد الجمع بينه وبين العدم فليس محالا، وهذا هو المكلف به إذا أخرجناه من جملة الأحوال في الاعتبار لا في الوقوع وعدم الوسيلة، وقد تقدم هذا المعنى في صدر المسألة، لكن العبارة هاهنا قلقة، وهذا معناها.
(تنبيه)
زاد التبريزي في استدلاله فقال: (إيجاب الشيء طلب [لتحصيله، وتحصيله تعاطي سبب حصوله، فيحصل بالضرورة طلب الشيء، ويتضمن طلب] ما لا يتم هو إلا به، قال: فرن قيل: قد يغفل طالب الشيء عن مقدمات وجوده، فكيف يضاف إليه طلبها؟: قلنا: إن علمها طلبها،