ما تقدم أن القياس وإن افتقر إلى الاستصحاب من هذا الوجه، لكن القياس أقوى منه من وجه آخر، وهو أنه ناسخ للاستصحاب، والناسخ مقدم على المنسوخ.
(سؤال)
قال التبريزي: قوله: (لا يبين بالمناسبة؛ لئلا يحتاج إليها فيما يدعيه علة) لا يلزم، بل يلزم أن يكون مناسبا من غير بيان المناسبة؛ لئلا يخلو الحكم عن الحكمة ضرورة [للحصر]، وعدم مناسبة الغير، نعم إذا اعتمد في نفي المناسبة عن الغير على عدم الاطلاع لزم الإشكال.
(تنبيه)
زاد التبريزي فقال: إذا لم يكن التركيب مجمعا عليه، ينفى التركيب في العلة بأنه على خلاف الأصل؛ لما فيه من إبطال استقلال كل واحد منهما، والتعليل بعلة قاصر، فإن لم يقدر على تقريره، فليعترض له ابتداء ثم يبطله.
قلت: يريد أن يقول: ابتداء العلة إما هذا المفرد وحده، أو ذلك وحده، أو المركب من ذا [وذلك]، إلى أن يستوعب الاستدلال.
(سؤال)
قال إمام الحرمين في (البرهان): قال القاضي: السبر أقوى الطرق في إثبات العلة، وهو مشكل جدا؛ فإن من أبطل معاني لا يلزم من إبطالها إثبات ما لم يتعرض له لإبطال؛ لاحتمال بطلانه أيضا؛ لأنه لا يمكن