أي: أنقوا ظواهر أجسادكم، فعلى هذا هو اسم صفة، أو نجعله اسم الذات، والأول اسم صفة.
"سؤال"
قوله:"لا يشهد بصحة اشتقاقهم عقل، ولا نقل" - ممنوع، فقد تقدم بيان وجه الاشتقاق في هذا المثل، وتقدم أيضا في "باب الاشتقاق" الفرق بين الاشتقاق الأكبر والأصغر، وأن هذه الاشتقاقات من الاشتقاق الأكبر.
["المسألة الثانية: في الداعي للترادف"]
قوله: الأول: "هو السبب الأقلي" - يشير إلى أن الترادف نقل من الواضع الواحد؛ لأن العادة جارية أن الإنسان إذا سمى شيئا، وجعل له ما يعرفه عند التخاطب لا يسميه مرة أخرى إلا مثله للتسهيل لمن يعسر عليه النطق بالراء، فيقول: القمح، ولا يقول: البر، ورعاية السجع نحو ركبت البر، واشتريت البر، وهو جناس، والمقلوب نحو واو ونون وميم وساس وكلك، إذا سمى بها، فإنها تنقلب واوا وميما ونونا وساسا وكلكا بعينها.
هذا في المفردات، أما في المركبات، فكما يحكي عن القاضي الفاضل أنه قال في بعض أرض خضراء فقال أصحابه: إن هذا الكلام ليس في ظاهره فائدة، والفاضل لا يتكلم بمثل هذا، فوجدوه ينقلب أرضا خضراء قرئ من أوله إلى آخره، أو نطق به من أوله أو من آخره، ولذلك قال له العماد الأصفهاني يوما لما ركب: سر فلا كبابك الفرس، فقال له الفاضل: دام الله علا العماد، والكلامان ينقلبان نطقا وكتابة.