فإن قلتَ: أليس أنهم قالوا: لفظ الألف اسم لتلك المدة؟!
قلتُ: ليس المراد من قولي: الحرف لا يفيد شيئا إلا نفس تلك المدة، وكذا القول في سائر الحروف.
ورابعها: اللفظ الدال على لفظ مركب لم يوضع لمعنى، والأشبه أنه غير موجود؛
لأن التركيب إنما يصار إليه لغرض الإفادة، فحيث لا إفادة فلا تركيب.
واعلم أن في البحث عن ماهية الاسم والفعل والحرف دقائق غامضة،
ذكرناها في كتاب "المحرر" في دقائق النحو، والله أعلم.
البحث الأول
في تفسير دلالة اللفظ
قال القرافي: "اللفظ إما أن تعتبر دلالته ... " إلى قوله: "الدال بالمطابقة إما ألا يدل بشيء من أجزائه"
ذكر ابن سينا (١) في "الشفاء" عن المتقدمين فيها تفسيرين:
أحدهما: أنه فهم السامع من كلام المتكلم كمال المسمى، أو جزءه، أو لازمه.
وثانيهما: أن دلالة اللفظ كونه بحيث إذا أطلق فهم السامع منه كمال المسمى، أو جزءه، أو لازمه.
فهذا هو اللفظ الدال، والذي بحيث إذا أطلق لا يفهم منه ذلك هو غير دال، واختار المتأخرون الحد الأول،
واستدلوا على صحة ما ذهبوا إليه بأن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute