للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظاهر حديث عائشة يأباه، فيحمل على ان صلاة الفجر أقرت على ما كانت قبل الهجرة، فتجتمع الأدلة، فهذا تلخيص هذا الموضع.

قوله: "واحتجوا بقوله تعالى: {بخير منها} والخبر ما هو أخف".

قلنا: قوله تعالى: {بخير منها}] البقرة: ١٠٦ [نكرة في سياق الثبوت، فتكون مطلقة يكفي في العمل بها صورة واحدة، فيحمل على ما هو اصلح في الثواب، ولا يتعين ما قالوه؛ لعدم العموم فيها.

قوله في قوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر}] البقرة: ١٨٥ [: "يحمل على يسر الآخرة لئلا يتطرق إليه تخصيصات غير محصورة":

قلنا: بل يبقى على عمومه، والمراد باليسر ما يسمى يسرًا لغة وعادة، وهو ما يستطيعه الإنسان، والله تعالى لم يكلفنا بغير المقدور، بل بما هو مقدور والمقدور يسمى يسرًا، ومنه قوله تعالى: {فما استيسر من الهدي}] البقرة: ١٩٦ [أي ما قدرتم عليه، وقوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}] البقرة: ٢٨٠ [، أي إلى زمن القدرة، ولم يقع في التكاليف إلا مقدور؛ فلا تخصيص حينئذ، ولا حجر للخصم فيه ولم يقع النسخ بالأثقل الذي ليس بمقدور، بل بالمقدور.

(فائدة)

تعلق المعتزلة بهذه الآية بأن الله تعالى لا يريد لنا إلا الخير والتسهيل والمصالح، ولا يريد لعباده إلا السعادة، وغير ذلك إنما يأتي من قبلهم؛ لقوله تعالى: {ولا يريد بكم العسر}] البقرة: ١٨٥ [فحصر إرادته تعالى في اليسر دون العسر، وأهل السنة يحملونه على أن المراد بقوله تعالى: {يريد} أي: يشرع، فعبر بالإرادة عن الشرعية، وهنالك محذوف تقديره: يريد الله بكم اليسر شرعًا، فقولنا: (شرعًا) تمييزًا لما هو

<<  <  ج: ص:  >  >>