زاد تاج الدين في المثل قوله تعالى:(واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)[البقرة:١٧٢] مع أن الشكر واجب سواء عبدوا أم لا.
(قاعدة)
لفظ الشرط أصل التعليق كما تقدم وتستعمله العرب كثيرا للتعليل لا للتعليق، كما يقول الإنسان:(أطعني أن كنت ابني)، أي أنت متصف بوصف يقتضي أن تطيعني، فهو ينبهه على السبب الباعث له على المأمور به؛ لا أنه تعلق المأمور به، وكذلك قوله تعالى:(إن كنتم مؤمنين)[هود:٨٦]، وغير ذلك هاهنا هو من هذه القاعدة أي أنتم معترفون بأنكم تعبدونه بسبب استحقاقه لذلك من صفات الربوبية وهذا يبعثكم على الشكر لنعمه، فإن الشكر للنعمة من غير من هذا شأنه، فمن هذا شأنه أولى أن تقابل نعمه بالشكر.
[(تنبيه)]
زاد سراج الدين، فأورد على قوله:(الظاهر نفي القصر، وقد يترك الظاهر لمعارض) فقال: ليس مخالفة هذا الظاهر أولى من مخالفة ظاهر قولهم: كلمة (إن) للشرط، وأن الشرط ما ينتفي الحكم عند انتفائه، والتعجب محتمل لما سبق من الاحتمالين، وأنه فهم الإتمام إلا في تلك الحالة.
ويعارض: بأن ما قلناه لا يوجب مخالفة الدليل بخلاف ما قالوه.