للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كليا، فلا تشم إلا مسكا خاصا ولاتذوق إلا طعما خاصا، اما كل حول فلا سبيل إلى دراك الحس له، ولا يدرك الكلية إلا العقل، ومدركات العقل إما كلى أو كليات، فالكلى نحو: مطلق الحويان، والكلية نحو: كل حيوان حساس، وهذا لا سبيل للحس عليه، والوجدانيات حسيات بل جزئيات، فإن الإنسان لا يدرك أنه قام به كل وجوع ولا كل عطش، بل جوع خاص، ولذة خاصة، فلما كانت الوجدانيات جزئيات لا كلى ولا كليات كان شبهها بالحسيات دون العقليات.

[((تنبيه))]

لم يقل -رحمه الله تعالى -: هو العلم بالمحسوسات، كما قاله جمع كثير في كتبهم من علماء الأدب والأصول، وهو لحن.

قال علماء اللغىة: لا يقال في الحواس إلا أحس فعله رباعى، قال الله تعالى: ((فلما أحس عيسى منهم الكفر)) آل عمران: ٥٢ ومفعوله حينئذ محس على وزن مفعل، وجمع حينئذ محسات لا محسوسات، لأن محسوسات جمع محسوس، ومفعول إنما يكون من الفعل الثلاثى، وهذا فعل رباعى، كما قال ابن الجواليقي مما تفسده العامة، يقولون

<<  <  ج: ص:  >  >>