الجم: معناه الكثير، ومنه قول العرب: جاءوا الجم الغفير؛ أي العدد الكثير الذي غطى الأرض؛ فإن الغفير من الغفر الذي هو الستر، ومنه المغفرة للذنوب، و (المغفر) للرأس؛ لأن الرأس تستتر به، والذنوب لا يظهر لها أثر.
قوله:(قد تنكشف القرائن عن الكذب).
قلنا: إنما يتجه هذا أن لو قلنا: إن كل قرائن تفيد العلم، بل إنما قلنا: بعضها، وحيث انكشف الأمر على خلاف الخبر كان ذلك من القسم الذي لا يفيد.
(تنبيه)
قال التبريزى على قول المصنف في الدور بين الاستدلال بدلالة المعجزة على صدق الرسول: إن دلالة الشعور بكيفية صفات الله- تعالى إجمالًا لا تفصيلًا، ولهذا يتصور البحث عنه بعد تفرد دلالة المعجزة على صدق الرسول.
يريد: أن المعجزة إنما تدل على صدق المرسل دلالة إجمالية، ثم قال: ودلالة المعجزة لا تختص بدعوى الرسالة فقط.
يريد: بل تعم الأوامر والنواهي، وجميع ما يبلغه عن الله- تعالى- من كلامه، فتحصل الدلالة على الصدق في جميع كلام الله- تعالى- ثم قال على قول المصنف:(البحث إنما وقع عن الكلام اللساني دون النفساني): إن اللساني إنما يستحق اسم الكلام من حيث إنه عبارة عن النفساني بدليل أن كلام المبرسم ومن اضطر إلى العبارات، فإنه لا يسمى متكلمًا، فيلزم