المجاز: إما أن يقع في مفردات الألفاظ فقط، أو في مركباتها أو فيهما معا: أما الذي يقع في المفردات فكإطلاق لفظ (الأسد) على الشجاع، و (الحمار) على البليد.
وأما الذي يقع في التركيب، فهو أن يستعمل كل واحد من الألفاظ المفردة في موضوعه الأصلي، لكن التركيب لا يكون مطابقا لما في الوجود؛ كقوله] المتقارب [:
أشاب الصغير وأفنى الكبيـ .... ر كر الغداة ومر العشى
فكل واحد من الألفاظ المفردة التي في هذا البيت مستعمل في موضوعه الأصلي، ولكن إسناد (أشاب) إلى (كر الغداة) غير مطابق لما عليه الحقيقة؛ فإن الشيب يحصل بفعل الله تعالى لا بكر الغداة.
وأما الذي يقع في المفردات والتركيب معا، فكقولك لمن تداعبه: أحياني اكتحالي بطلعتك؛ فإنه استعمل الإحياء لا في موضوعه الأصلي، ولفظ الاكتحال لا في موضوعه الأصلي، ثم الإحياء إلى الاكتحال، مع أنه غير منتسب إليه.