الأول: التأكيد هو: اللفظ الموضوع لتقوية ما يفهم من لفظ آخر.
الثاني: الشيء إما أن يؤكد بنفسه أو بغيره، فالأول: كقوله عليه الصلاة والسلام: "والله، لأغزون قريشا، والله، لأغزون قريشا، والله، لأغزون قريشا".
والثاني على ثلاثة أقسام:
فإن لفظة التأكيد إما أن يختص بها المفرد، وهو لفظ النفس والعين؛ أو المثنى، وهو كلا وكلتا، أو الجمع، وهو أجمعون أكتعون أبصعون والكلن وهو أم الباب، وقد يكون داخلا على الجمل مقدما عليها؛ كصيغة "إن" وما يجري مجراها.
الثالث: في حسن استعماله، والخلاف فيه مع الملاحدة الطاعنين في القرآن. والنزاع إما أن يقع في جوازه عقلا، أو في وقوعه.
أما الجواز، فهو معلوم بالضرورة؛ لأن التأكيد يدل على شدة اهتمام القائل بذلك الكلام.
وأما الوقوع، فاستقراء اللغات بأسرها يدل عليه.
واعلم: أن التأكيد، وإن كان حسنا، إلا أنه متى أمكن حمل الكلام على فائدة زائدة، وجب صرفه إليها.
الرابع: في فوائد التأكيد؛ وسيأتي - إن شاء الله تعالى - ذكرها في باب العموم عند استدلال الواقفية بحسن التأكيد على الاشتراك، والله أعلم.
قال القرافي: وتقرير قوله: والألفاظ المترادفة هي توالي الألفاظ المفردة