وأفعاله، وعكسه الموت، وكذلك السرور إذا حصل في محل توفرت قوته، وظهرت بهجته واشتدت عزيمته، وعكسه الخوف والحزن، فلما تشابها استعار الإحياء، للسرور، وعبر بالاكتحال عن الرؤية، ووجه الشبه أن المكتحل يحيط جفنيه وحدقتيه بالمرود المكتحل به، والرائي يحيط بالرئى بإدراكه فتشابها في الإحاطة، فاستعير لفظ الاكتحال للرؤية، فاللفظان مجازان في الإفراد، وإسناد الإحياء إلى الاكتحال مجاز في التركيب.
(سؤال)
يلزم أحد الأمرين إما عدم المجاز في المفردات، أو في المركبات.
بيانه: أن المفردات لم ن استعملت في موضوعاتها بطل مجاز الإفراد، وثبت مجاز التركيب، فإن العرب لا تقول: إن ميتا أحياه الكحل؛ فإن الإحياء هو تحصيل الحياة في المحل بدلا عن الموت، وإن كانت المفردات مجازات، وقد عبر بالإحياء عن السرور، وبالاكتحال عن الرؤية حصل المجاز في الإفراد، لكن يبطل مجاز التركيب لأن التقدير يبقى سررت برؤيتك، وهذا التركيب حقيقة في التركيب، فإن السرور يركب مع الرؤية حقيقة، فظهر أن المجاز في الإفراد والتركيب غير حاصلين في هذا المثال، ونبه على هذا السؤال التبريزى.
جوابه أنا في مجاز التركيب لا نلاحظ المعنى أصلا، والنية بل مجرد اللفظ هل وضع ليركب مع هذا اللفظ أم لا؟، فإن كان وضع ليركب مع غيره لا معه كان مجازا في التركيب، وإلا فلا، ثم هذا السؤال مغالطة؛ لانا ادعينا أن تركيب لفظ الإحياء مع لفظ الاكتحال مجال في التركيب، أتى السائل بتركيب آخر غير المدعى، وهو تركيب لفظ السرور مع الرؤية، وهذا لم ينازع فيه، ولا ادعينا أن كل مركب مجاز بل بعض المركبات، فلا يتجه السؤال البتة؛ لأنه في غير محلى النزاع.