تسمية له باعتبار ما هو حاصل له بالفعل لا بالقوة، وأنه حقيقة إجماعا،
والتسمية بالحقيقة أولى من المجاز، فيترجح تفسيرنا على ذلك التفسير.
ويمكن الجواب عن هذين الوجهين بأن الصياغة، ونحوها مصادر،
والأصل في المصادر لا يوصف بها إلا الفاعلون، وإطلاقها على آثارها،
وهي الهيئات الحاصلة في المحال مجاز من باب إطلاق السبب على المسبب،
أو المتعلِّق على المتعلَّق، والأصل في الكلام الحقيقة.
وعن الثاني: أن الفهم الحاصل للسامع ليس حاصلا للفظ بل للسامع؛ لأنه آثر الأطلاق،
فكان ينبغي أن يقولوا: دلالة اللفظ هو إفهامه السامع،
لا فهم السامع للمتكلم لما يقولونه.
واعلم أنه يتلخص من كلام الفريقين أن دلالة اللفظ إفهامه السام ما تقدم ذكره،
وفهم السامع مطاوعة؛ لأنك تقول أفهمني ففهمت، كما تقول: كسرته فانكسر،
ودفعته فاندفع، وعلمته فتعلم، فالإفهام صفة للفظ، والفهم أثره، وهو صفة للسامع،
ويحصل الجمع بين هذه القواعد التي ذكرها الفريقان، وتندفع الإشكالات كلها.
"فائدة"
قال اللغويون: يقال: "دلالة فائدة" بالفتح، أي: بفتح الدال وكسرها.
قال ابن الخشاب في "شرح المقامات": العرب تفرق بين الفَعالة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute