الثالثة سوداء؛ لأن النطف تتغير بسبب استيلاء الحر على الأمزجة أو البرد، فهذه مثل ستة: ثلاثة بوسط، وثلاثة بغير وسط.
(فائدة)
قال الإمام فخر الدين في تفسيره الكبير في قوله تعالى:{وأنه هو أضحك وأبكى}[النجم ٤٣]: إن المتحدثين على حقائق الوجود يقولون: إن قوة الضحك تنشا عن قوة التعجب، وليس كذلك، فكم من متعجب لا يضحك، بل ربما حمله التعجب على الحزن، ودوام الصمت والقبض، وقيل: عن الاستغراب، وليس كذلك لما تقدم، فيتعين أن الله -تعالى- هو العالم بسبب ذلك، وأنه الذي أضحك وأبكى.
وتقرير قوله: لابد من الانتهاء إلى غير ذي وسط، وإلا لزم الدور أو التسلسل؛ لأنه لو كان لكل لازم واسطة، ولكل واسطة واسطة، لزم الذهاب إلى غير نهاية، فإن رجعنا إلى بعض ما فارقناه، لزم الدور.
وإن ذهبنا إلى غير النهاية ولم نرجع إلى بعض ما فارقناه لزم التسلسل، فمتى ادعينا أحدهما عينا منع السائل لزومه؛ لجواز أن يكون الواقع القسم الآخر، فيتعين أن يدعى لزوم أحدهما، لا بعينه حتى يتعين اللزوم، وحينئذٍ علينا التعبير بصيغة (أو) دون (الواو، وتمثيل السريع الزوال كصفرة الوجه، وحمرة الخجل، والبطيئ الزوال كالشباب والكهولة.
(فائدة)
قال الفضلاء: الوجل الخوف، وإذا طرأ سببه على الإنسان هربت النفس، أو الحرارة هربا من المؤذى، فيبقى سطح الجسد خاليا من الدم، فيصفر اللون، وإذا غضب سارت الحرارة إلى خارج الجسم، طلبا للانتصار،