للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله في المسألة الثانية: (إنما ذمهم لأنهم لم يعتقدوا حقيقة الأمر).

قلنا: هذه العبارة غير متجهة، بل كانوا يعتقدون حقيقة الأمر، وأن هذه الصيغة أمر، بل المتجه أن تقول: لأنهم لم يصدقوا وروده من عند الله تعالى.

قوله: (لعله إنما ذمهم لأنهم كذبوا بقوله تعالى: (ويل يومئذ للمكذبين) [المرسلات:١٥].

قلنا: القاعدة: أن ترتيب الحكم على الوصف دليل عليّة ذلك الوصف لذلك الحكم، والترتيب إنما وقع هاهنا على ترك الروع لا التكذيب، فدل على أنه المستقل بالذم.

قوله: (القضاء إلزام).

قلنا: هذا غير متجه، بل القضاء الفعل، قال الله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) [الجمعة:١٠] أي فعلت، وقال الشاعر [آلكامل]:

وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبع

أي: فعلهما، يشير إلى مسرودتين.

والقضاء: الحكم ومنه قوله تعالى: (وقضى ربك) [الإسراء:٢٣] أي: حكم، ومنه قضاء القاضي، ومما يبطل أنه الإلزام، هاهنا أن قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>