قال القرافي: قوله: (إنها من الطوافين) هو حديث روى أنه - عليه السلام - دُعِىَ إلى دار قوم فيها كلب فلم يجب، ودُعِىَ إلى دار فيها هرة، فأجاب، فسئل عن ذلك فقال:(إنها ليست بنجسة، إنها من الطوافين عليكم والطوافات).
أفاد بمفهومه أن الكلب نجس، وأن علة طهارة هذه بطوافها، والكلب لا يتخذ للطواف في البيوت، وعدم العلة علة لعدم المعلول، فحصل المفهوم في الحكم والعلة.
قوله: (إذا تعذر حمل اللفظ على ظاهره في العقل؛ كقوله تعالى:{واسأل القرية}[يوسف: ٨٢].
مراده بالعقل المناسبة؛ لأن سؤال القرية وإجابتها لا يستحيل عقلاً، بل المناسبة تقتضي أنهم لا يقيمون الحجة عند أيهم بسؤال الجمادات التي إجابتها من خوارق العادات التي قد تتفق للأنبياء، وقد لا تتفق في جميع الأحوال؛