أحدها: قوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون}[المائدة: ٤٤]
وثانيها: قوله تعالى: {فبهداهم اقتده}[الأنعام: ٩٠] أمره أن يقتدى بهم.
وثالثها: قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}[النساء: ١٦٣].
ورابعها: قوله تعالى: {أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا}[النحل: ١٢٣].
وخامسها: قوله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا}[الشورى: ١٣].
والجواب عن الأول: أن قوله: {يحكم بها النبيون}[المائدة: ٤٤] لا يمكن إجراؤه على ظاهرة؛ لأن جميع النبيين لم يحكموا بجميع ما في التوراة، وذلك معلوم بالضرورة؛ فوجب:
إما تخصيص الحكم، وهو أن كل النبيين حكموا ببعضه، وذلك لا يضرنا، فإن نبينا حكم بما فيه من معرفة الله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله.
أو تخصيص النبيين، وهو أن النبيين حكموا بكل ما فيه، وذلك لا يضرنا. وعن الثاني: أنه تعالى أمر بأن يقتدى بهدى مضاف إلى كلهم، وهداهم الذي التفقوا عليه هو الأصول، ودون ما وقع فيه النسخ.
وعن الثالث: أنه يقتضي تشبيه الوحي بالوحي، لا تشبيه الموحى به بالموحى به.
وعن الرابع: أن الملة محمولة على الأصول، دون الفروع، ويدل عليه أمور: