قوله:(عمل الأمة بالخبر لا يتوقف على صحة الخبر؛ لأن خبر الواحد يجوز العمل به):
قلنا: مسلم انه يجوز الإقدام على العمل بالخبر الذي لا يقطع بصدقه، لكن إذا عملوا به، وهو عندهم خبر واحد غير معلوم الصدق لهم صار معلوم الصدق لنا؛ لنهم معصومون عن العمل بالخطأ، فيقطع بصدق ما عملوا به، وهو الذي قاله أبو هاشم.
قوله:(إن خبر الغدير والمنزلة بقى مع توافر الدواعي على إبطاله):
تقريره: أما الغدير فهو موضع قال فيه النبي عليه السلام: (من كنت مولاه فغن عليا مولاه).
وحديث المنزلة حديث آخر، وهو قوله- عليه السلام- لما خرج من (المدينة) واستخلف عليا- رضي الله عنه- فشق عليه ذلك لتأخره عن الجهاد فقال عليه السلام:(أنت منى بمنزلة هارون من موسى) إشارة إلى استخلاف موسى- عليه السلام- هارون- عليه السلام- على بني إسرائيل لما ذهب للمناجاة. قصد عليه السلام بذلك تسليته، وتسهيل القعود عليه.