غير متناهية؛ لأن نصوص الكتاب والسنة محصورة، ومواقع الإجماع معدودة متناهية، والوقائع لا نهاية لها، والمختار عندنا أنه لا تخلو واقعة عن حكم شرعي، فالمسترسل على جميعها القياس، فهو أحق الأصول باعتناء الطالب، ومن عرف تقاسيمه، وصحيحه، وفاسده، والاعتراضات عليه، مايصح منها وما يفسد، ومراتبها جلاءً وخفاءً، فقد احتوى على مجامع الفقه.
(المسألة الأولى)
(في حد القياس)
قوله:(في إثبات حكم لهما، أو نفيه عنهما).
مثالهما: راجح المصلحة، فيباح، راجح المفسدة، فلا يباح.
قوله:(بأمر جامع بينهما من حكم أو صفة).
مثالهما: نجس، فيحرم، مسكر، فيحرم؛ لأن النجاسة حكم شرعي، والإسكار صفة حقيقية.
قوله:(أو نفيهما عنه).
وقع في بعض النسخ:(أو نفيهما عنه)، وفي بعضها:(نفيه عنهما)، والأول الصحيح.
تقريره: أن الحكم قد يجمع بثبوته كما تقدم، وقد يجمع بنفيه، كقولنا: ليس بنجس، فيباح بيعه، وكذلك الصفة، كقولنا: ليس بمسكر، فيباح تناوله.
قوله:(القياس يجرى ف يالموجود، والمعدوم).
مثالهما: منتفع به، فيباح، ليس بعاقلٍ، فلا يصح تصرفه كالصبي؛ فإن الحكم كما يكون وجوديًا يكون عدميًا، كقولنا: لا يصح تصرفه.